أماكن

موقع جبيل الأثري

جُبلا، بيبلوس، جبلات، جُبَيْل. . .
أُطلقتْ أسماءٌ مختلفةٌ على الموقِعِ الأثريِّ والمدينةِ التي باتت تُعرفُ اليوم باسمِ جُبَيْل. شهدَتْ جُبَيْل على تاريخٍ يعودُ الى ثمانيةِ آلافِ سنةٍ. من قرى صيّادي الأسماكِ الأولى إلى المدينةِ الكنعانيةِ والفينيقيةِ، وَمنَ الحُصنِ الفارسيِّ ولاحقًا الأبنيةِ الرومانيةِ إلى الكنائسِ البيزنطيةِ وبلدةِ العصورِ الوسطى والمدينةِ العثمانيةِ، يتجلّى تاريخُ جُبَيْلَ المجيدُ في أسوارِها، وكاتدرائيتِها، وَمدافنِها الملكيةِ، وَمعابدِها، وقلعتِها وأسواقِها.
وتُمثّلُ جُبَيْل، منذُ الألفيةِ الثالثةِ ق. م. ، خيرَ نموذجٍ عنْ تطوّرِ المدنِ في مِنطقةِ حوضِ البحرِ المتوسّطِ. فضلاً عن ذلكَ، ترتبطُ بيبلوس ارتباطًا مباشَرًا بأحدِ أعظمِ إنجازاتِ الإنسانِ، ألا وهوَ الأبجديةُ. فتلكَ المستخدمَةُ اليومَ تُشْتَقُّ مباشرةً منَ الأبجديةِ الفينيقيةِ الأصليةِ. ونجدُ أقدمَ نقوشٍ لها في موقِعِ بيبلوسَ الأثريِّ وتعود إلى سنة 1100 ق. م.
وفي العامِ 1861، اكتشفَ المؤرّخُ الفرنسيُّ إرنست رينان Ernest Renan بعدَ عمليةِ تنقيبٍ أنَّ الموقِعَ هوَ مدينةُ بيبلوس القديمةُ. غيرَ أنَّ حَمَلاتِ التنقيبِ الفعليّةِ لمْ تجرِ إلا في وقتٍ لاحقٍ. فمنْ عامِ 1921 إلى العامِ 1925، قادَ العالِمُ في الآثارِ المصريّةِ بيير مونتي Montet Pierre عمليةَ التنقيبِ وَتلاهُ من العام 1926 إلى العام 1975 موريس دونان Dunand Maurice.